منذ ظهور الإنسان على سطح الأرض، كانت الحشرات أكثر الكائنات خبرة بدروب هذا الكوكب الضخم، والأكثر انتشاراً عليه، لذلك اعتقد الإنسان أن بينه وبين تلك الكائنات الضئيلة عداوة خفية.والنمل من أشهر تلك الحشرات وهو من فصيلة (النمليات) التي ينتمي إليها كل من الدبابير والنحل، ويعد من الكائنات الاجتماعية التي تعيش معاً في مستعمرات منظمة، وينتشر النمل في أماكن عديدة من العالم، ولكنه يوجد بشكل خاص في المناطق الحارة منه.
فكيف تعيش مجتمعات النمل؟ وكيف تعلم منها الإنسان؟
يعيش النمل في مجتمعات كبيرة ومنظمة، تمتلك القدرة على التواصل بين أفرادها، وتقسيم العمل. كما أن لديها القدرة على حل المشاكل المعقدة التي تواجهها، وفي هذا الأمر يتشابه سلوك النمل مع البشر.
وقد استفاد الإنسان من النمل وطريقة عيشه في المطبخ والأدوية وغير ذلك، ويعتبر النمل من عوامل مكافحة الآفات المختلفة، ولا شك أن قدرة النمل على مهاجمة المحاصيل والحبوب قد تجعله في صراع دائمٍ مع البشر؛ لأنها قد تتلف تلك المحاصيل والأطعمة، وتغزو المباني والمساكن.
فهل النمل يشكل خطورة أو عدوانًا على الإنسان والكائنات الحية الأخرى؟
إن بعض أنواع النمل مثل الحمراء المستوردة، ونمل النار، والأنواع الغازية تمثل خطراً كبيرًا على محاصيل الإنسان وقوته، وهو نمل رحال دائمًا، لا يقيم في مكان واحد، وللنملة المقاتلة فكّان مثل طرفيّ المقص لا تستخدمها في الأكل وإنما في العض والقطع.
تتكون مستعمرة النمل المقاتل من الملكة وبيضها ويرقاتها من الذكور والعاملات،
وهناك عدة أنواع من العاملات لكل منها وظيفة تؤديها، وهي:
1- ذوات الفك الكبير: عليهن ممارسة مهمة الحراسة وحماية المستعمرة.
2- ذوات الفك المتوسط: يقمن بمهمة الجنود في مهاجمة الفريسة وتقطيعها وحملها إلى باقي أفراد المستعمرة.
3- ذوات الفك الصغير: وعليهن خدمة الملكة ورعاية البيض.والنمل المقاتل عكس بقية النمل ليس له عيون مركّبة، وإنما له عين واحدة ولكنها عمياء تقريبًا؛ لأنها تميز بهذه العين النور والظلمة فقط، ويرى طريقه بدقّة عن طريق حاسة الشم، فهو يشمّ المواد الكيمائية التي يفرزها أفراده، وتساعده قرون الاستشعار على التعرف على ما حوله.
أما عش النمل المقاتل فهو الأغرب في عالم النمل!
إنه عش حيٌّ يصنعه النمل من أجسامه، حيث يمسك بعضه ببعض بالأقدام والفكين، ويصنع به غرفًا وطرقات، وداخل هذا العش توجد الملكة والبيض واليرقات في أمانٍ تام من تقلبات الجو وبعيدة عن الأعداء، وتقوم العاملات بإحضار الطعام وتقليب البيض، وهذا العش يُبنى بشكل مؤقت بين أغصان الشجر كلما استقر النمل المقاتل قليلًا، ولكن سرعان ما يتم تفكيكه وقت الرحيل إلى مكان آخر.
ولأن النمل المقاتل يعيش في مستعمرات ضخمة يمكن أن يعيش بها حوالي مليون نملة، فهو نمل رحال يتحرك بحثًا عن الطعام بشكل مستمر بعد أن يستهلك الطعام الموجود في المنطقة التي يعيش فيها.
حقًا هو نمل شرس ويسبب أضرارًا كبيرة، إلا أن له فوائد غير متوقعة منها: تغذية بعض النباتات، وتهوية وزيادة خصوبة التربة التي حفر فيها أنفاقه لحفظ البذور ونقلها، وهذا يؤدي لزيادة إنتاج المحاصيل في المناطق التي هجرها، كما أن له قدرة فائقة على مكافحة بعض الآفات، وهو أيضاً سبب في المحافظة على البيئة في كل مكانٍ يستقر فيه لفترة.السوال للنمل المقاتل فكان مثل المقص يستخدما في
