تسأل هذا التساؤل عن مفهوم الحرية الإرادية ودورها في حياة الإنسان وفي قوى التكوين والتحكم بالأفعال. في الفلسفة، هناك منظوران رئيسيان حول هذه القضية: منظور المخير ومنظور المسير.
منظور المخير يعتقد أن لدى الإنسان القدرة على اتخاذ القرارات بحرية، وأنه يمكنه أن يختار بين الخيارات المتاحة له دون تدخل خارجي. يثبت أن للإنسان إرادة حرة تمكنه من اتخاذ القرارات والتصرف بحرية.
من ناحية أخرى، منظور المسير يعتقد أن القدر أو الأقدار تتحكم في أفعال الإنسان، وأن الأفعال البشرية محددة مسبقًا ومكتوبة في القدر. وفي هذا المنظور، يمكن القول أن الإنسان لا يمتلك إرادة حرة وأن جميع أفعاله محددة مسبقًا.
من خلال دراسة فلسفة الدين، يمكن للشخص أن يستوحي رؤى فلسفية تساعده على تشكيل نظرة له حول هذا الموضوع المعقد. فقد يقوم بتأمل أفكار الفلاسفة والمفكرين القديمين والحديثين حول مفهوم الإرادة الحرة والقضايا المتعلقة بالمخير والمسير.
بالتالي، يمكن القول بأن الإنسان يمتلك بعض الحرية في اتخاذ قراراته والقدرة على التصرف ولكنه في الوقت نفسه قد يتأثر بالعوامل الخارجية والقدر. قد تكون الإرادة الحرة للإنسان محدودة في بعض الأحيان وتتعقد في بعض الظروف، وهذا ما يجعلها موضوع نقاش وتأمل مستمر في فلسفة الدين.
