0 تصويتات
بواسطة
نص الانطلاق
أراهم وهم يلعبون كرة القدم ينادي بعضهم بعضاً، يتنازعونها بينهم، يفوز بها أحدهم، وينطلق بها حَذِرا في
اتجاه المرمى، ويهجم باستبسال على حارس المرمى، وبقذفة قوية من رجله اليمنى يودع الكرة في الشباك، ليُسجل
إصابة نظيفة تثير زوبعة من التصفيق والهتاف. وكانت عيناي معلقتين بأحذيتهم الرياضية اللماعة وأنا واقف على
جانب الملعب. وبعد انتهاء الساعة المخصصة للألعاب الرياضية في آخر اليوم الدراسي، يعود جميع التلاميذ مسرعين
إلى منازلهم، أما أنا فأبطئ السير في الشارع الرئيس لأتوقف - بلا إرادة مِنّي - قبالة الواجهة الزجاجية للمحل الوحيد
المتخصص في بيع التجهيزات الرياضية. أتسمر هناك بعض الوقت كل يوم، أحدق في حذاء رياضي جميل وضع بعناية
على حاملة بلورية في وسط الواجهة لونه أبيض ناصع موشى بأشرطة زرقاء وحمراء تُبهر العين.
آه ! لو كان لدي هذا الحذاء الفريد من نوعه، لضمني مدرس التربية البدنية - في بداية السنة الدراسية - إلى
أحد الفرق الرياضية في المدرسة. فما أتعس حياة البؤساء! أقف كل يوم مندهشا أمام ذلك الحذاء، كما يقف طفل عضه
الجوع أمام قطعة حلوى شهية أتأمله أتمناه، أحلم به أحس بِمَلْمَسِه عن بعد. لكن الذي يحول بيني وبينه هو
الثمن المدون على البطاقة الصغيرة إلى جانبه. إنه ثمن باهض بكل المقاييس، لا ترقى إليه إمكانات أمي المتواضعة
ذلك
فبِئْسَ المعاناة الغلاء.
وذات يوم في آخر العام الدراسي، بينما كنت واقفا قبالة واجهة المحل، أطيل النظر إلى حذائي الأثير، وكثير من
زملائي الطلاب وأساتذتي يَمرون خَلفي دون أن أحْفَلَ بهم شعرتُ بيد تحطّ برفق وحنان على رأسي، فالتفت لأرى
مدرس اللغة العربية، وعلى شفتيه ابتسامة ودود وهو يقول:
لدي خبر سار لك، يا بني.
مساء الخير يا سيدي.

قرّرت المدرسة مَنْح جوائز للمتفوقين، وأنت منهم.
صحيح ؟ شكراً.
لقد طلب إلي المدير أن أشتري لك جائزة تختارها أنت وقفز قلبي في صدري وأنا أقول مرتعشا
حقا؟ هذا الحذاء أرجوك يا سيدي.
لندخل... لتقيسه.
واليوم، وبعد أكثر من عشرين عاما على تلك الحادثة، كلما سِرتُ في طريقي إلى عيادتي لأمارس مهنتي الطبية
تستدير عيناي - بلا وعي مني - إلى محل بيع التجهيزات الرياضية. فإذا لاح لي طفل يحملق في واجهة المحل، اقتربت
منه لأعرض عليه شراء حذاء رياضي هدية له. إنه تصرف غريب، ولكنني أدرك أسبابه.
علي القاسمي، "حياة سابقة " (قصص) دار الثقافة للنشر والتوزيع، الدار البيضاء 2008 ، ص 105 وما بعدها بتصرف.
أولا مجال القراءة (08) ن)
1 - حدد نوع النص بوضع علامة ( x ) أمام الجواب الصحيح :
2 - اقترح عنوانا مناسبا للنص.
الصفحة 2 على 4
نوع النص: - تفسيري )) - سردي ( ) - حواري ( )
(00.5)
(0.5ن)
3 - إشرح بالمرادف الكلمتين الآتيتين حسب سياقهما في النص الفقرة الأولى:
. استبسال : .........
4 - حدد الحدث الرئيس للنص.
أتسمرُ :
5 - إستخرج - من النص - أربع عبارات أو ألفاظ تدل على "المجال الاجتماعي" :
المجال الاجتماعي
6 - اذكر أربعة أوصاف للحذاء واردة في النص..
7 - استخلص القيمة المتضمنة في النص، مستدلا عليها بما يناسب.
8 - أبد رأيك في سلوك الأستاذ تُجاه الطفل، وذلك في حدود ثلاثة أسطر.

1 إجابة واحدة

0 تصويتات
بواسطة
نص الإنطلاق يروي قصة شغف الشخص بحذاء رياضي فريد من نوعه وتحقيق حلمه بامتلاكه من خلال جائزة مدرسية. النص يعكس قيمة الإصرار والأمل في تحقيق الأحلام رغم الصعوبات. فيما يتعلق بالتمركز المنطوق، العبارات الدالة على المجال الاجتماعي تشمل "أحذية رياضية" و"المحل الوحيد المتخصص في بيع التجهيزات الرياضية".
أما الأوصاف للحذاء فهي: جميل، أبيض ناصع، مزين بأشرطة زرقاء وحمراء، لمعة، فريد من نوعه.
قيمة المثابرة والتحفيز واضحة في النص، حيث يظهر تأثير الاهتمام والتشجيع من المدرس في تحقيق حلم الفتى.
سلوك المدرس يجسد اللطف والتفهم، حيث قدم للفتى جائزة تحفيزية تعكس اهتمامه بتحقيق أحلام الطلاب وتحفيزهم على النجاح.
مرحبًا بك إلى يزيد، حيث يمكنك طرح الأسئلة وانتظار الإجابة عليها من المستخدمين الآخرين.

اسئلة متعلقة

0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
0 تصويتات
1 إجابة
سُئل أبريل 25 بواسطة مجهول
...