نعم، بالتأكيد وجدت اختلافات كثيرة بين مذاهب الفلاسفة باختلاف دولهم ونشأتهم والثقافة السائدة في مجتمعاتهم. فالفلاسفة كانوا يتأثرون بالبيئة الثقافية التي نشأوا فيها، وكانت تلك البيئة تلعب دورًا كبيرًا في شكل وهيئة أفكارهم.
على سبيل المثال، يمكن رؤية فروقات واضحة بين فلاسفة الإغريق وفلاسفة العصر الإسلامي وبين فلاسفة العصر الحديث. ففلاسفة الإغريق كانوا متأثرين بالثقافة المتوسطية وبالأديان البوليسية، بينما كانت فلاسفة العصر الإسلامي متأثرة بالفلسفة الإغريقية والشرقية. ومن ناحية أخرى، تأثر فلاسفة العصر الحديث بالفكر العلمي والإصلاحات الاجتماعية.
إذا تباينت مدارس الفلسفة وأفكار الفلاسفة بناءً على هذه الاختلافات الثقافية والتاريخية، وكل مدرسة فلسفية أسست على أسس معينة تنعكس في أفكارها ومنهجها الفلسفي. وهذا يعكس الغنى والتنوع في التفكير الفلسفي الذي يحترم الخلاف ويعزز التفاعل الثقافي والفكري بين مختلف المجتمعات والثقافات.