التحدي الرئيسي الذي واجه الفلاسفة في صياغة وجهة نظر فلسفية حول مفهوم الإرادة الحرة مقابل الجبرية يتمثل في تناقض بين مفهوم الحرية والمسؤولية عن قرارات الإنسان وبين فكرة قدرة الله أو التوقعات القدرية على معرفة وتحديد المستقبل.
واجه الفلاسفة تحديات كبيرة في محاولة توضيح كيف يمكن للإنسان أن يتمتع بحرية اختياره وفي الوقت نفسه يعيش في عالم محدد مسبقًا بتوجهات معينة. فمثلا، فلسفة الجبرية تقدم وجهة نظر تقول بأن الكل شيء محتوم ومكتوب مسبقاً، بينما فلسفة الإرادة الحرة تؤكد على إمكانية اتخاذ القرارات بحرية تامة.
التحدي الثاني يتمثل في التوافق بين فكرة العلمية والدينية حول هذا الموضوع. بينما تقدم الديانات والفلسفات الدينية فكرة وجود إرادة حرة ومسؤولية تامة للإنسان، تظهر بعض النظريات العلمية التي تشير إلى القدرة الحتمية للعوامل الوراثية والبيئية على تحديد سلوك الإنسان.
باستعراض الآراء والمذاهب المختلفة والتحليل العميق لهذا الموضوع، يمكن للفلاسفة تقديم وجهات نظر متنوعة ومتعددة تساعد في فهم تأثير الإرادة الحرة والجبرية على حياة الإنسان وعلاقته بالله والعالم من حوله. تجسيد هذا التحدي في إيجاد توازن بين الحرية الشخصية والظروف الخارجية وفهم تأثير القدرة على صياغة مواقف فلسفية حول هذه القضية.